الثلاثاء، 16 أبريل 2019

سيف الدين الدسوقي هل باع قصائده؟





التواصل هي الفكرة الأولى والهم الذي يشغل بال الكاتب حين يبدأ في (إجتراح) موضوعٍ ما،و يجتهد معظم الكُتّاب في أن يكون المنتج بعيداً عن حياتهم الشخصية - إلا في روايات السِيّر الذاتية والمذكرات - ولكن دون أن يدري يجد الكاتب قد أسقط شيئاً يخصه على منتوجه الكتابي في الختام،والكثير قد إعترفوا بأن الكاتب يكتب (لنفسه)  في المقام الأول،لا سيما الكتابة الإبداعية وهذا ما دعاني للتساؤل وأنا أعيد الإستماع لقصيدة الشاعر سيف الدين الدسوقي -رحمه الله - المغناة (بدون رسائل) والتي جاء فيها :
صرت بعدك يا حبيبي
ذرة في بحر الزمن
بِعت للتجار مواهبي
بعتها بأبخس تمن
و في الحقيقة لم أجتهد كثيراً في الحصول الإجابة،تابعت لقاء مع شاعرنا الكبير - عليه الرحمة مع الإعلامية (نجاح المساعيد)  حين إستفسرت عن : ” بعت للتجار مواهبي بعتها بأبخس تمن“ رد بقوله بزعلوا مني.
ذكر بأن تلك القصيدة ” هي من أجمل التي كتبها وهو يُودِّع زوجته في المطاروقال بأنه هاجر مُجبراً - الشئ الذي يراود معظم الشباب عن أمنياتهم - قال أن (البيع كان معنوي)  و كان - عليه الرحمة - مهذباً حين سألته المساعيد بأن الروح السودانية منتشرة في قصائد بعض شعراء الفترة التي كان موجود فيها سيف الدين الدسوقي بالسعودية.
قادني الحوار إلى الرسائل الخفية التي تحملها الأعمال الإبداعية للكتاب والتي تحمل من روحهم ومعاناتهم بطريقة قد لا تكون واضحة كما في أغنية (بدون رسائل)  .
وقالوا أن الكاتب حين يكتب ” يكتب نفسه وأن القارئ يقرأ ذاته أيضاً “ ...
يبقى أن الكتابة تظل بلسماً يداوي من خلاله الكاتب جروحاً وآلاماً ربما عجز عن مداواتها أطباء الزمان،يحمل مشرطاً يُعمِله في كل ورمٍ خبيث ليجتثه من جذوره متحاملاً على نفسه ...
رحم الله سيف الدين السوقي ولنردد من ما كتب:
لما آخر مَرة شفتك قبل ما أودع وأغادر
كنت حاسس إني خائف إني متردد وحائر
داير أتصبر أمامِك داير أضحك وماني قادِر
بس دموعِك لما فاضت
ضيّعت صبري الشوية
وصحت موعدنا الرسائل ...وين رسائل وين كتاباتك إليّ

هناك تعليق واحد: