الأحد، 3 يوليو 2022

حيثما كانوا هم الشباب الثائر


 محمد عبدالله برقاوي..


من الواضح ان الأيام التي ستشرق شمسها و يهل قمرها بعد الثلاثين من يونيو المنصرم لن تكون مثل التي سبقت زالزال ذلك الحراك الذي هز ارجاء الوطن رغم محاولات السلطات الانقلابية اليائسة لقطع الطرق واغلاق الكباري و خنق مختلف شبكات الاتصال والتواصل الإجتماعي..ولكن اصوات الهتاف و صور المواكب وفضائح المقاربات الامنية  القاتلة والمهلوعة قد عبرت كل الفضاءات و جلبت على حكم العسكر هواء ساخنا تمثل في ادانات غاضبة من كل حدب وصوب وان كنا لا نعول  على لغتها الدبلوماسية الروتينية ولكنها تظل غمامة  في عيون الانقلاب تحجب عنه المزيد من طرق الانفتاح الاقليمي دعك عن بقية العالم الذي تتباعد بينه وبين الانقلابيين هوة التلاقي .


الان نستطيع ان نقول بالفم المليان ان شباب السودان ممثلا في لجان المقاومة قد اصبحوا يقودون رسن المشهد نحو الخلاص متقدمين كثيرا على القوى السياسية الداعمة للثورة التي لابد لها من ان تتدارك شتات مواقفها وتخترق غبار هؤلاء الشباب لتلتحق بهم في هذا المنعطف الذي سيشكله تصعيدهم بهذا التكتيك الذي سيربك الانقلابيين وسيدفع بهم  وانفهم راغم على تقديم تنازلات تمثل طريقا لحلحلة عقدة  انقلابهم الذي عجز عن فرض هيبة الدولة التي انفرطت وتضعضعت على كل الصعد .


فثورة الشباب لا محالة هي التي ستحرز النصر الأكيد باذن الله.. لانها تملك كل مقومات تشكيل مستقبل الوطن ..بل من دواعي فخرنا بشبابها ان زلزالهم الذي شق قشرة الارض يوم الخميس الماضي كان ملهما لشباب الجارة ليبيا الذي انتفض في اليوم التالي مباشرة مستوحيا حراكا  وتتريسا شبيها لما يفعله شبابنا مع الإختلاف في بعض التفاصيل .

وهذا دليل على ان رحم الغضب  وان انتفخ بحمل في مكان ما ..ولكنه قد يتمدد منه حبل سري يغذي جنين الثورات في اماكن اخرى .

وكما قال شاعرنا الراحل فضل الله محمد طيب الله ثراه..في رائعته الثورية الاكتوبرية الملهمة بعنوان ( شهر عشرة  حبابو عشرة ) التي شدا بها الباشكاتب محمد الأمين..

كل ثائر في جهادو..

قصدو تتحرر بلادو..

نحن بنساعدو.. وندعم..

كل وقفاتو .. وعنادو ..

اصلو هدف الثورة واحد..

والاعادي هي الاعادي..

وابقو عشرة على المبادي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق