على حافة البراءة

أتنفس حنينا اليوم لمعانقة إبتسامة بريئة إرتسمت علي شفتي طفل ؛ كنت قد قابلتها صدفة قبل أيام قد محاها أثر الزمان من علي ذاكرتي الغبراء.
نتوق جميعنا للحصول على السعاده والمتعة , ولا ندرى بأنها في أبسط الأشياء في أقرب وربما أغربها إلينا " هل رأيت يوما طفل يوماً يبحث عن السعاده ؟ " , هي دعوة لممارسة براءتنا , وذلك أن سر السعادة تكمن في التعاطي مع الحياة ببساطة  وتعايشنا مع الواقع والقبول به أحد أهم أسباب إكتسابها .
إن من أسباب السعاده الحقيقية , هي إكتساب عدواها من الاطفال , او ربما التلصص على بريق إبتسامة طفل , تلك الكائنات " التي تسير علي حافة البراءة" , يكمن سر سعادتنا في سعادتهم .
شاهدت قبل فتره ليست بالبعيده " تراجيديا" مبكية حد الحزن وهي لطفل ينتظر من علي البعد يراقب أحد الاماكن التي تبيع " الطعمية" ..... فعلي حين غفوة من البائع سقطت قطعة منها علي الأرض ...تسلل الطفل بهدوء من بين أرجل المشترين ...إلتقطها في هدوء متجها لأقرب حائط فوجد عليه " صحيفة بالية " ملصقة علي الجدار رفعها بحذر لينظر ما إن كان ساترا لشئ ما " قمة الادب لطفل لم يبلغ الخامسة بعد" ...حينما لم يجد خلفها شئ قصها منها قطعة بصورة عشوائية ثم جلس بها علي الارض  ثم قصها بذات الطريقه الأولي ووضعها داخلها تلك "القطعة" ... و بعدها لبس قميصة الذي كان يلفه حول جسده النحيل .....ثم اطلق ساقية للريح فرحا "بظفره" ....يتخطي مبني تلو الاخر ....اخيرا يعبر من ممرا ضيق ويدفع بابا حديدا باليا .
" شقيقة الأصغر الذي يبلغ عامين او ربما عام ونصف , يجلس على الأرض عاريا ...يقتل الثواني بانتظار وجبه جديده يظفر بها شقيقة الاكبر " ....من إن دخل حتي ابتسم الصغير ...." ياويلنا ماذا نقول لصغارنا عندما لا نستطيع إجابة طلباتهم البسيطة؟؟" .
ضمه إليه في شوق " حضن جمع كل مافي الكرة الارضية من حنين" ...ثما جلسا الي الارض ليتناولا تلك الوجبة ...." يا للهول ...كيف تشبع قطعة طعمية واحده طفلين ؟؟". ثم بدأ يطعم شقيقه الاصغر منها  علي شكل فتات ...ما ان ناوله الاولي والثانية ...حتي تناول هو واحده ....ووضعها علي شقيقه الاكبر ...فبكي .
كيف هؤلاء الصغار تعلموا ....اطفال ....صغار ...ينتمون لهذا العالم من "علي حافة البراءة"  , يعيشون الصدق في كل شئ.
أحباب الله ...قد نعيش طفولتنا بقسوة ولكنها حتما ليس كما غيرنا , اكتب وانا اهدي احرفي لقوافل من الشوق لم تحل بعد ,,, لاشياء هي مازالت في علم الغيب ...
وكما قال أحدهم " إن أجمل الأطفال هم الذين لم يولدو بعد"
ولكم الحب نزار عبدالله بشير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق