السبت، 28 نوفمبر 2020

إلى الغد العنيد


 



نزار عبدالله بشير

يوماً ما سنرقص على حافة الطرقات ملوحين بعلامات النصر، باسمين في وجه الزمان العابث، سنضحك ملء ما نملك من أحزان، سنغسل كل سنوات العبث و نجرد دواخلنا من كل غبار الكآبة العالق بها....
يوماً ما سنقطف أزهار النجاح من على حدائق اليأس، سنلعن كل ظلامٍ أخافنا؛ سنتقدم عشرات الخطوات إنتقاماً من كل خطوةٍ أرجعتنا للوداع، سنلوح بمناديل الوداع لكل أحزاننا التي شيعناها الآن لمثواها الأخير، سنرسم على شتاء أعمارنا الذي ذبلت أزهار شبابه متمسكين بما تبقى منا من روح بكل عناد هذا العالم...
يوماً ما سنتعانق مبتسمين دون أن نخشى لحظة فراقٍ عابرة...
سنتماسك و نحن موقنين بالطريق المضئ، ملوحين بالوداع لأيام (الضوء في آخر النفق...)
يوماً ما سنذرف كل دموعنا فرحاً، نل نترك قطرةَ دمعٍ واحدة؛ حتى نسد كل الأبواب التي يدخل منها الحزن؛ لا بكاء بعد اليوم، هذه آخر دموع سنذرفها، لن يكون هناك بكاء... سنمضي نحو ما نريد دون أن نخشى عواقب المسير...
يوماً ما سنتفاقز على براحات الطرق الممتدة غير عابئين بالحياة و مشاكلها، لا يعنينا من زخرفها شئ، نذهب نحو أمنياتنا العنيدة ببطء بلا خوف من ضياعها أو ذهاب وقتها...
لن نبكي على فرصةٍ ضاعت، لن نتباكى على حبيبٍ رحل، لا شئ يخدش نقاء قلوبنا...
يوماً ما سنداوي جراح أحبتنا، و نحملهم على نقاء الياسمين و بياضه خفافاً كبقع الضوء، ستزهر أعمارنا من جديد، سنعانق كل الذين رحلوا... نضمهم طويلاً دون أن نخشى إفتراقٍ جديد، سنلتقي لقاءاً أبدياً...
غداً سنبحر نحو كل الذين نحبهم، سنحلق في فضاءاتنا التي نتمنى، نهاجر صوب كل آلامنا القديمة و نطوي صفحات التاريخ المسوّدة المليئة بالجراحات و نعود سالمين نتكئ على سعادتنا الأبدية...
يوماً ما سنكون ما نريد...
” غداً نكون كما نود...
و نلتقي عند الغروب...
غداً تعود مباهجي ...
غداً حبيبي حتماً يعود..“

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق