الاثنين، 18 مايو 2015


عن الشعر ....

في رد للكاتب عماد البليك

عن مقاله (حول الشعر)

بصحيفة اول النهار
يقال ان الشعر العربي عمره علي اكبر تقدير حوالي قرنين قبل الإسلام ... وبعض الروايات تحكي أن اول من قال الشعر سيدنا آدم عليه السلام غير ان هذا القول غير مؤكد , وهناك حديث ينسب الي الرسول صلي الله عليه وسلم  وهو قوله " لا تدع العرب الشعر حتي تدع الابل حنين " .
فالشعر حالة إنسانية تعبرعن الانفعال الوجداني , فكما معروف أن الحضارة اليونانية هي من اقدم الحضارات , فكانو حينما تخضر حقول العنب وتنتج الثمار ...يفرحون ويبتهجون ويسيرون في الشوارع هذا احتفاءا واحتفالا ويقولا اهازيجا هي الشعر او تشبه الشعر ...فيكون حاضرا هنا (كوميدوس ) الاله المربوط بالطقوس الدينية (الديونيزوسية )  وتعني انشودة الموكب الهازل الساخر الذي يعني عندهم جني العنب .
وحينما ينتهي ذلك الفصل وتذبل اوراق شجر العنب ويصفر لونها و تبدأ بالتساقط هنا يرتدون (جلد التيوس ) ويذهبون والحزن يملأهم في الشوارع  ويرددون بعض الأغنيات التي تمثل اشعارهم في ذلك الزمان وهنا يسمي (تراجيدوس ) أي اله الحزن .
وتقول بعض كتب التاريخ ان الفيلسوف اليوناني الشهير (إفلاطون)  قد كتب الشعر فهناك ثلاثه وثلاثين قصيدة غزل تنسب اليه ...اذن الشعر قديم جدا ...وقولك ان "السودانين شعراء بطبعهم"  اتفق معك فيه , نزار قباني حينما زار السودان قال عنه "الانسان السوداني هو الوارث الشرعي ..الباقي لتراثنا الشعري....
هو الولد الشاطر.....الذي لايزال يحتفظ - دون سائر الاخوة-
بمصباح الشعر..... داخل غرفة نومه......
وبخزانة الشعر المقصبة التي كان يعلقها المتنبي في خزانة ملابسه...
كل سوداني عرفته....كان شاعرا... او راوية شعر....
ففي السودان اما ان تكون شاعرا ....او عاطلا عن العمل....
فالشعر في السودان ...هو جواز السفر... الذي يسمح لك بدخول المجتمع ..
ويمنحك الجنسية السودانية....
الانسان السوداني ... هو الولد الاصفى ... والانقى... والاطهر....
الذي لم يبع ثياب أبيه ومكتبته ....
ليشتري بثمنها زجاجة خمر... او سيارة امريكية."
وأعتقد ان ذلك كان نتاج طبيعي لـــ"الخرطوم تقرأ" ...وفق المقولة التي كانت سائده انذاك "القاهرة تكتب , بيروت تطبع والخرطوم تقرأ" , فإن كانت الخرطوم تقرأ كل تلك العقود من الزمان ، فآن لها ان تكتب وتطبع وتقرا ...ليش شعرا وحسب بل في كل مجالات الادب والفنون .
وان كانت الكتابة في مرحلة الشباب فذلك يعني ان تلك المرحلة هي مرحلة النضوج الحسي واكتماله ,فالشعر وكتابته تتأثر بالبيئة تأثير كبير من خلال مخزون اللغة وما يتفتح عليه عقل الشاعر من مشاهد ... وخير دليل علي ذلك قصة الشاعر "علي بن الجهم " ....حين كتب " عيون المها بين الرصافة والجسر " ....وذلك بعد ان تفتح واطلع علي بيئة اخري.
وفي رواية الشاعر الفرنسي (إدمون روستان) ...."الشاعر او سيران ودي برجراك" ...التي ترجمها المنفلوطي ....فكما قدمها المنفلوطي بان " مؤلف هذه شاعر وبطلها شاعر واكثر اشخاصها شعراء , وموضوعها الشعر والادب , وعِبرتها ان النفس الشعريه هي اجمل شي في العالم , وابدع صورة رسمتها ريشة المصور الاعظم في لوح الكائنات , وانها هي التي يهيم بها الهائمون ويتوله المتولهون حين يظنون انهم يعشقون الصور ويهيمون بمحاسن الوجوه " ....كان تقديم المنفولطي لها (شاعريا ) ....وقبولها وشيوعها لدي الناس كان (شاعريا) ....مما يؤكد ضرورة وجود الشعر في حياتنا .... فكان البطل "سيران ودي برجراك " شاعرا متكلفا وفي مبارزته مع احد افراد "الكونت دي جيش " كان يبارز بصورة غريبة يقاتل  ويقول شعرا  ويردد " في المقطع الاخير اصيب " ...فقتله بانتهاء القصيده ,  اما عن سؤال الشعر فيكفي رد احمد مطر:
لماذا الشعر يا مطر؟؟
أتسألني
لماذا يبزغ القمر؟
لماذا يهطل المطر ؟
لماذا العطر ينتشر ؟
أتســألني ؟؟؟
لماذا ينزل القدر ..؟؟
نزار عبدالله بشير
اعلامي وشاعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق