السبت، 1 فبراير 2020

الفلسطينيون من صفقات الحل إلى صفعة القرن





محمد عبد الله برقاوي

يُحكى أن رجلاً ترك مبلغ ألف جنيه عند جارٍ له حينما كانت ذات قيمة إستثمارية ضخمة..و وقتها كان الناس يضربون المثل في الثراء بمن يملك نصف الألف.

" المهم صاحبنا سافر "  لمدة  طالت أم قصرت وعاد يطلب الأمانة من جاره العزيز..الذي قال له..المبلغ المتوفر حالياً هو تسعمائة جنية وأمامك أحد خيارين إما أخذها  الآن اأو الإنتظار للغد حتى أكمل لك الألف..وطبعاً صاحبنا لثقته في جاره فضل العودة غداً لإستلام المبلغ كاملاً ..وهكذا ظل يتردد على مدى تسعة أيام متتالية وجاره يناقص في المبلغ إلى أن قال له في اليوم التاسع  يا أخي بصراحة الموجود حاليا فقط مائة جنيه  تاخذها أم تنتظر حتى أتدبر باقي المطلوب...وهنا أدرك الرجل أنه شرب المقلب وقفل راجعاً بخفي حنين وحتى المائة  نفسها  أيقن أنها لن تكون حقيقة وبدأ يضرب كفا بكف وقال في نفسه ياليتني كنت قد أخذت التسعمائة..لكونه ليس في يده ما يثبت حقه ولا شهود يسانده في قضيته إذا ما إشتكى على الجار الخائن.
وهكذا قصة الإخوة الفلسطينين..الذين لاحت لهم الحلول قبل حرب  67  فتمنعوا ووصفوا من نصحوهم حينها بالخيانة وإغتالوا من خونوه من الزعماء العرب او أوسعوه شتما .
ثم لاحت لهم الفرصة مع كامب ديفيد السادات وكان مصيره المعروف... وأصبحت مع الزمن قلوبهم شتى وتوزعت على هوى أيدلوجيات المنطقة... فبعضهم ذهب إلى أوسلوا في البحث عن السلام علهم يجدون ما تبقى من الألف جنيه والبعض الآخر مضى في طريق السراب الصفوي الإيراني لإستعادة الألف المحترق على نار عدم العدالة الآمميه في موقد القوى الكبرى... وذلك بإتباع الجهاد  للتحرير بصواريخ الصفيح وخطب حسن نصرالله في عدم تكافوء القوة العسكرية مع إسرائيل المسنودة بامريكا ودول الغرب.
الآن لم يتبقى في درج نتنياهو إلا باقي الجنيهات الآخيرة ..وهاهو يذهب ليسلمها لترامب الذي  سيقوم بعرضها كحل أخير للقضية  سماه صفقة القرن..وهي بإختصار ضخ  رؤوس الآموال لتعمير ما تبقى للفلسطنيين من تراب في رام الله والضفة وغزة ككيانيين منفصلين بغرض التعمير  الإنتعاش الإقتصادي مقابل الصمت عن القدس والمستوطنات وتخلص الحكايه حسب ظنه .
وذلك إقتناصاً لظروف تراجع الحماس العربي تجاه القضية بعد غبار الربيع العربي.. و إحجام أهل الخليج عن الدعم المادي الذي إنحصر في عطايا قطرية لقطاع غزة لإعتبارات معروفة ولكنها  دون شك مقدرة..
الآن ومنذ الآمس إشتعلت رياح الأراضي المحتلة... رفضاً لصفقة المائة جنيه الأخيرة..فهل هو ندم على عدم إستلام التسعمائة.
أم ماذا سيكون فهمهم في الحل وهم على هذا التشظي الذي جعل سامر العرب يتباعد عنهم..وقضاة مجلس الآمن ينصحوهم بإستلام العشرة في المائة من المبلغ السليب  ..من منطلق (تِلته ولا كتلته) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق