الجمعة، 5 يونيو 2015


جوري ...للحياة طعم آخر



ساقتني الاقدار (ذات جمال) ..للعمل في منطقة تقع في "محلية السلام" وهي (نقطة إنتظار جوري) .... "معسكر للاجئين النازحين من جنوب السودان" , حثثت الخطى وأنا أركن إلى عربة "لاندكروزر" متجها من كوستي جنوبا إلى محلية السلام , بدعوة من مديرة الصحة الإنجابية (سستر كوثر الطاهر ) , لتقديم دورة تدريبية للمساعدين الطبيين والقابلات عن "وسائل تنظيم الأسرة" ......"Family planning" , وبرفقة ميمونة من ضابط صحة عصام الدين محمد إبراهيم , وكان معنا علي ذات العربه  الخالتين رحمة وعرفه وهما من النساء اللائي عملن لفترة طويله في القباله وكانت ورشتهم عن " منع إنتشار العدوى" ... "Infection control" ..... كانت الرحلة متعبة جدا قضينا ساعتين ونصف داخل العربة لنصل بحمد الله آمنين , وحللنا بها ضيوفا "أدهشنا إكرامهم لنا"..كرم حاتي ...يعطون حتى يخجلك عطاءهم.
جوري هي "معسكر للاجئين النازحين من جنوب السودان" ..ولكن ذات الاسم هو لمنطقة في محلية السلام حيث تسمي المعسكرات بإسم المناطق الأقرب اليها فسميت بهذا الاسم نسبة للمنطقة التي تقرب اليها "كمعسكرات الرديس والكشافه التي تجاورها", (جوري ) حيث تكتسي الطبيعه هناك ثوبها المخملي الرائع , تلبس حلتها البهيه , تستقبلك بطبيعتها من غير تزييف ولا تلوين إما أن تقبلها او ترفضها , بمجرد أن تلامس أقدامك تراب تلك المنطقة تجود عليك بنسمات باردة كتحية أولية تخلط فيها مياه البحر برائحة التراب حيث النشوة والاستمتاع وتلفك في الحين "برائحة الدعاش" .
هدوء يخيم علي المكان ورواكيب القش تقف شامخة معلنة عن وجود الطبيعة التقلدية في اسمى صورها , برودة المكان تنسيك هجير العاصمة والمدن المكتظة وزحمة المواصلات , هناك حيث بساطة الاشياء وطيبة البشر ...هناك للحياة طعم آخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق