الاثنين، 22 أبريل 2019

أن يأتي إليك العالم





لو أن الحياة في هذا الكوكب الذي نعيش عليه لها مِرآة بحجمه لكانت هي السينما
(محمد الرميحي)
الصدفة وحدها جعلت من إسبوعي هذا سينمائياً خالصاً وذلك بعد أن بعث لي الصديق (محمد الطريفي)  المخرج السينمائي مقاله الجديد بمجلة (سينماتوغراف)  الإلكترونية لأقرأه و كان عن تجربة المطرب المصري (تامر حٌسني)   السينمائية ومتابعته من خلال ما قدَّم و موقعه كممثل،هذا كان بعد يوم واحد من تقديمي سهره عن (السينما السودانية قراءات بين الماضي والحاضر)  على أثير راديو الحياة ـ والتي أعدها الزميل الصحفي مجاهد العجب - عبر سهرتنا الراتبة كل سبت (السهرة المفتوحة).
نثرنا فيها عدد من التساؤلات المُلّحة والتي تحتاج لإجابات شافية؛منها على سبيل المثال ما هو السبيل لإحياء وإعادة السينما السودانية كإحدى أذرع الثقافة المهمة؟ وحاولنا أن نشخص المشكلة لنجد طريقاً أقرب للحل فطفقت الأسئلة تترى وتتدفق من كل جانب،فسألنا عن ماهية الأسباب التي أبعدت السينما في السودان عن مواصلة مشوارها و أداء رسالتها طيلة العقود الأخيرة بعد كل تلك السنوات التي مضت على إنتاج أول أعمال سودانية؟ والسودان كان قد أنتج فيلم (آمال وأحلام) الذي عُرض في منتصف أغسطس من العام 1968م لجاد الله جباره،كما أن كمال محمد إبراهيم يعتبر من الشخصيات التي قدمت مجهودات كبيرة في السينما السودانية،إذن بعد كل هذا ما زال السؤال يدور في دائرة مغلقة،أين السينما السودانية وكيف السبيل لإعادتها؟ ولأن الإجابة تبدو متشابهة وواضحة في جل الأسئلة التي تدور حول الثقافة والفنون والمسرح والدراما؛كانت الإجابة الأبرز هو غياب الدور الرسمي متمثلاً في الدولة ودعمها لهذا النشاط.
الشئ الأخير من ذلك أن الصدفة جمعتني مع (محمد الطريفي)  بعد أن كتب مقاله وقدمت حلقتي عن السينما لنذهب سوياً إلى السينما لمشاهدة أحد أحدث الأفلام العربية إنتاجاً والدهشة ألجمتني حين رأيت بنفسي كل ذلك الكم من محبي السينما وروادها وهم حضوراً لذلك العالم. المدهش والغريب.
السينما بجانب كل الرسائل التي تبثها وبالإضافة لكونها صناعة مُربحة في كثير من الأقطار إلا أنها متعة بصرية مريحة وعوالِم لا محدودة من الدهشة حيث تنقل إليك العالم بكل ما فيه من أحداث إلى حيث تجلس تجعلك تعيش الحدث بتوتراته وعاطفته فهي تنقل تجارب وهموم وأفراح هذا العالم بكل تناقضاته المتنوعة،فالسينما حياة آُخرى وواقع موازي؛ننقل من خلاله التجارب الحياتية،ونغير من خلاله الوضع إلى الأفضل بالتأثير والمعالجة الموضوعة على النَص المكتوب بعد الأداء والمؤثرات البصرية والموسيقية وغيرها.


نزار عبدالله بشير
 


هناك تعليق واحد: