الثلاثاء، 27 سبتمبر 2016

الموت متعة

*الموت متعة*




✍🏻نزار عبدالله بشير


  أغبياء أولئك الذين يفكرون في الإنتحار؛حكى لنا ذات مرة أستاذ (الثقافة الإسلامية)  والذي زار الكثير من البلدان : أنه في أحدى دول العالم ينتحر الإنسان لإنعدام الأمل؛ فيكون هو قد جرب كل متعة في هذه الحياة _ حسب رؤيته للعالم _ فأصبح يفكر في ماذا بعد الموت؟ لدية فضول لأن يكتشف ما بعد الحياة " فرددت في نفسي أحيانا يكون الحرمان نعمة؛لأن يترك لنا مساحة أن نتوق لذاك الذي حرمناه وإجتهادك في أن تحصل عليه".
ودلل (أستاذنا) : أنه في إحدى المرات قام باحث بدراسة "لماذا ينتحر الإنسان في تلك البلد؟" . وبعد نهاية بحثه إكتشف أن طريقة العيش ومستوى المعيشة هي السبب، فما أن ينشأ الرجل أو البنت يجد نفسه يمتلك ثروة طائلة والمجتمع المفتوح أباح لهم ممارسة كل (المحظورات) بمتعة فجربوا كل متعة ولم يعد لديهم (هدف) لتحقيقة، لذلك (ينتحرون متعة) ...الأغرب مافي الأمر أن الباحث ذاته إنتحر بعد نهاية الأمر؛  إذ أن كل أهدافه كان في تلك الدراسة وبها إستوفى مبتغاه.
طافت بخاطري كل تلك الأفكار وأنا أفكر في الحال التي وصلنا لها وأردد في نفسي "لعلها لخير" لعل الأسر التي تجبر جفونها أن تغمض وجوفها خاوي من لقمة تسد الرمق، إمتلكت أملا في أن تحنت على صخر الظروف أجمل لوحات الصبر لينفذ منها قسرا (شعاع من أمل) وأولئك الأغبياء الذين فكروا في الإنتحار لعلهم لم يتذوقوا يوما متعة "عيش الكفاف" أو لم يفكروا في السفر إلى مكان ما، ليتعلموا من (شعب مختلف)  مثلنا أن لا مستحيل مع الحياة،  كيف لم يخطر ببالهم فكرة إستنشاق رائحة الورق حين نقلب أوراق كتاب ما؟
لعلهم لم يسمعوا بقول (جبران خليل جبران)  عن إيليا أبي ماضي : " تجد في شعر أبي ماضي كوؤسا تملأها بتلك الخمره التي إن لم ترشفها تظل ظمآن..."
أو لعلهم  لم يعرفوا دهشة الأحرف بذاتها حين تتساق طائعة حين يكتبها البروف (عبدالله الطيب) حتى وهو يخط بها مقدمة ديوان (نحن والردى) قائلا أنه قرأ للدبلوماسي الشفيف الراحل المقيم (صلاح أحمد إبراهيم ) والقصةلجنوبي بيده آلة موسيقية يترنم بها _ ماتوا سمبلة.
"وسمبلة هذه تحريف للكلمة الإنجليزية _Simple _ وكأن الأصل جملة إنجليزية، The Simple dead، صاغها الجنوبي المترنم أو توهمها أو سمعها، أو صيغت له _ أي ذلك كان ولبست في غنائه وترنمة (ماتوا هملة) كما نقول في اللسان العامي، أو بلا سبب دافع، وكأن القاتل قتلهم بلا غبينة _ ماتوا سمبلة كما يموت النمل يقتله الولد الصغير بإصبعة أو كما يقتل الذباب ماتوا سمبلة. هي المتعة حين تجمع أديبين كالذين قرأتم أسمائهم في الأعلى ذات لحظة إنتاج أدبي.
ربما لم يكتشفوا متعة الحب، الحب حين يعلم معنى العطاء بلا مقابل، لم يتذوقوا مياه النيل ولا عرفوا معنى المتعة الحقيقية سوى وهما ...
ولنردد مع (علي محمد يس) :
أفنيت الصمت مكترثا...
أحاجز أحرفي عبثا...
فهذا الحرف مظلوم...
وهذا الحرف مكلوم ...
وهذا الحرف منهوم ...
وهذا الحرف مجزوم ...
وهذا الحرف مهزوم ...
وهذا الحرف عاشق...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق