الاثنين، 9 مارس 2020

السلام ياشعب الوطن






محمد عبد الله برقاوي..

أسوأ ما يمكن ان يؤدي الى  تفكيك بنية الاوطان هو انعدام السلم الاجتماعي وتمزق النسيج الانساني في مكوناتها..نتيجة استعلاء فئة ما اثنية كانت او دينية او سياسية او طبقية على بقية المكونات الاخرى وتصنيفها في دونية وان كانت مضمرة ولكن تجعلها
تحس في قرارة نفسها بانها فئة من الدرجة الادنى بمراحل عن امتيازات الفئة الفارضة لنفسها لاعتبارات تاريخية او عرقية مكنتها من لعب ذلك الدور السلبي الذي يتناقض و ارتفاع مستوى الوعي العام و علو صوت الدفاع عن حقوق الانسان حيثما كان.
صحيح.ان هنالك نماذج قديمة  في عالمنا المعاصر ليس من الانصاف اخذها كمقايس نسلم به في  دول غيرالتي وجدت فيها  لكونها ذات معطيات وعوامل خاصة لا نملك لاستغراينا حيالها الا ان نقدر قبول المكونات التي تتشكل منها الامة و الدولة لها كجمهورية الهند العريقة التي تحكمها ديمقراطية لم تختل لذلك التمييز الطبقي القائم على اسس روحية ذات حساسية عالية..رغم انها اقرب في خصائصها للفلسفات  البشرية منها على خلاف الايمانيات السماوية المنزلة.
غير ان ذلك لا ينفي ان بعض الدول استطاعت القفز فوق الجراحات وعبرت بحور الدماء  والثارات بالتوافق على رسم عقد اجتماعي سخرت له العناية الالهية زعامة تتصف بالنقاء الوطني و قوة الارادة السياسية فقادت بلادها الى مراقي عالية من السلام  و التنمية ولعل جمهورية راوندا القريبة في قارتنا الافريقية قد ضربت اروع الامثلة وبذت الدول التي سبقتها في التسامي فوق المرارات كجنوب افريقيا مثلاوليس حصرا .
اذن التوافق الاجتماعي  ليس.مستحيلا عمليا  وان شابته صعوبة من الناحية النظرية المتشائمة لعجز اصحابها عن مجرد تخيل الرؤى لايجاد المخارج في سوداننا الذي يؤهله التنوع في كل شي من حيث تلون الكتلة البشرية و توفر الموارد الى  ايجاد صيغة التكامل البعيدة عن التنافر المصطنع بايدي الجهل التي رحلته من حقب غابرة لا ولن تتؤام مع مستقبل الاجيال الشابة التي تعيش في عالم   اليوم الذي تحكمه عوامل غير التي كانت حاكمة بالامس.
ولعل تحقيق السلام هو العتبة الاولى صعودا الى ذلك المستقبل المنشود باذن الله المستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق