الأحد، 21 يوليو 2019

أَنت والفَرَاشاتْ




نزار عبدالله بشير

·       العالم يكتظ الرسائل التي تصادفك كل حين ولكنك لا تنظر سوى لظاهر الصورة لا تتعدى نظرتك إلى المشهد لكونها نوع من الإعتياد والمصادفة،في كل كلمة وصورة هناك آلاف الرسائل التي تتدفق من بين ثنايا اللحظة ؛ماذا تعني لك كل تلك الأشياء التي تصادفك في الحياة ؟ كل خبر في نشرة الأخبار أو في الصحيفة خلفه رسالة كل مشهد في الشارع وراءه رسالة،في مكانك الآن حيث تطالع هذه الأحرف أنظر حولك جيداً وتخطى المشهد الحالي بالنظر و أقرأ الرسالة التي يوحي بها المكان .
·       قديماً قال لي أحد الأصدقاء أم ثمة طعم (للكلمات) ورائحة نستنشقها حين تلامس شعورنا؛حسبتُ ذلك نوع من المبالغة ولم ألقِ لكلماته أي إهتمام حتى إستمعت قبل عامين أو يزيد لأغنية (فرحانة بي بكرة ) للشاعرالدكتور أحمد فرح شادول يقول في جزء منها :
غيمك بِغَطِّيني ... من الحياة الكَشِــرة
عينيك رذاذها ملاذ .... يـا طَيب العُشرة
مَطَرَة حنانك جات .... راشَّانا بالبُشـرى
طَرَحَت جروفنا هِبَاتْ ..لي كلِّ زول عَشَرة
حينها فقط عرفت ذلك الشعور الذي كان يحكيه صديقي،أغنية تسوقك لفصل الخريف من كل الفصول التي تعيشها وتعايشها،تسوقك إلى عالم الغيوم ورائحة الدعاش،تنقلك إلى إحساس قد تاه منك منذ أعوامٍ أنت لا تذكرها الآن.
·       الأحزان التي نحاصر بها أنفسنا والتأنيب القاسي لها وجلد الذات في سبيل الوصول إلى الغايات المنشودة  هو القسوة بأوضح معانيها نمارسها تجاه أنفسنا فنصبح كالفراشات التي كلما رأت ضوءاً لجأت إليه حتى و إن كان ناراً فما نلبث نحرق أنفسنا بتلك العذابات كل ليلة ونصبح كما قال بازرعة :
" كالفراشاتِ على نارِ الهوى
جئنا إليها وإحترقنا "

 مايو 2019م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق