الخميس، 3 ديسمبر 2015

دمــــــوع قيد الإنهمار

دموع قيد الانهمار 
دائما ما تضعنا مهنتنا ...في مكب الدموع ...
فمظاهر الحزن التي اعترتنا كادت ان تغطي على ابتسامتنا الفاتره... فالعاملون في الحقل الصحي جميعا وبالتحديد الاطباء والاطباء المختبرين والتقنيين والسسترات وغيرهم من من يعمل في المستشفى هم أكثر الناس عرضة لتبلد الاحساس لما يتعرضون له من مظاهر يومي للموت والرحيل الابدي ...وصغوطات في العمل ...فلا يتعدى الموت كونه نهاية توقف الاعضاء عن العمل ..وفقدان كفاءتها ...فما عادت للموت قدسيته ...ولم يعد الموت هو توقف القلب عن النبض ..."فإن تباطأ القلب عن العمل يمكن ان يدعم بصدمة كهربائية (DC shock) او ربما تم له الانعاش الرئوي الاساسي (CPR) ...او دعمة بجهاز لدعم النبض (pace maker) وقد يظل هذا الجهاز الاخير باصدار النبضات حتى بعد تأكيد الوفاة ...وان قلت فعالية عمل الكلى تمت معاونتها بالغسيل الدموي لازالة الامونيا السامة ... وان كان التنفس واحد فيتم اعادة تفعيل جهاز يقوم عن المريض بعملية الشهيق والزفير (Mechanical ventilation) ... فما يلاقيه هوﻻء من مناظر ومظاهر للموت اليومي تجعلهم يعتادون رؤية الموت (رغم حتمية الفكرة) ...وبالتالي اقل حسا به وببقية الاشياء .
- رغم ايماننا التام بأنه اذا جاءت لحظة الموت لاسبيل ﻻنقاذ الروح ولات حين مناص من الموت ساعتها ...فكل شيء مقدر ومحتوم ولكن لا احد يستطيع ان يعلم إحساسهم (ملائكة الرحمة ) حين "يتكدسون جميعا" عندما ينادي الخطر (A sistole) او ربما كان النداء ب(CPR) او اي مصطلح آخر بفهمونة فالادوار حينها مقسمة ومعروفة تتراوح بين عد الثواني لحقن الادرينالين في الوريد واخر يمنحه النفس وربما كان النفس (فما لفم ) واحدهم يضغط علي القلب معاتبا وحاثا اياه على العمل بجد واجتهاد..
وحين يعين القدر المحتوم وتحين ساعة الرحيل ...يشعرون باحساس اصعب من الذي يحسه آل المرتحل خليط من اليأس والحزن والذهول ولكنهم اكثر تماسكا (كبتا) وحبسا ﻻحساسيهم ...
تخيل أن ﻻ تسعفك الارادية الالهية لتنقذ روح تستنجد بك "تشهق لتتناول بضع زرات من الاوكسجين " يلهث وراء بضع لحظات من شهيق ...ينظر اليك بعينين راجيتين متوسلتين " ...وانت ﻻقبل لك بشئ .
 عند الرحيل ...حدث ما هو سيحدث حتما يوما ما ..ولكن هل لك ان تعرف ...كم شخص ما زال يعلق عليه امنيات يسيل لها لعاب التمني ...كم قلب يخفق بحبه ...ترى كيف يكون مصيرة ...
مؤلمة جدا فكرة ان نفقد عزيز رغم انه شيء ﻻ منجى منه وﻻ مهرب ...في الموت ...
صراخ ...وعويل ....دموع كما المطر ...صمت موجع ...واشياء اخري عصية على التفسير....صعب جدا ان تصبر شخص ...ان تطلب منه الشجاعة والصمود في الموقف وانت ذاتك ﻻ تستطيع ذلك ...
عند الوداع ...الرحيل ...يرتدون النظارات السوداء محاولين اخفاء حزن عينيهم ....لا شيء يجدي فقط البكاء ...الدموع وحدها هي القادره على التحدث ....
الحزن يا صديقي معدي جدا ...
وعدوى الدموع تنتقل أسرع من بكتريا (السالمونيلا) ..... فعند رحيلهم يغطون انوفهم كتعبير للحزن او ربما اخفاء لبقية ملامح الوجة او ربما لطمس تقاسيم الحزن الاولى ....كانما تعفن في الحين ...كثيرا ما احاول ان اتفادى الدموع ومظاهرها قدر المستطاع حتى ﻻ تسبقني دموعي وان في غفلة من سجنها .
 ﻻ تسطتيع ان تحبس دموعك لمجرد ان تفكر الآن في موت الشخص الذي تحبة ...مهما يكن من شيء فهو مصيرنا ..."فبما انك تملك حياة واحده ...إذا أحببت ؛ تكلم ...إذا اخطأت أعتذر ..." عيشها بكل لحظاتها ...فليس هناك وقت مناسب للسعادة اكثر من الآن ...جميعا يكره الحزن ولكنه يعشقنا يسكن خلايانا ...يقاسمنا كوب القهوة الذي نشربه أسودا ...رسائل الحب التي نكتبها للحبيبة يسكن ملامحنا ...ﻻ نسطيع ان نبارحه ولكنن نستطيع ان نعتاده او إن شئنا ...أقمنا هدنه معة ...تستطيع ابسط الاشياء ان تنتزع دموع لمجرد ارتباط ذلك الشيء بحبيب راحل ... او ذكرى هومت عليك على غفلة من الزمان فغطت على اللحظة وأغرقتنا بالدموع ...
- إذا ابتسمنا ...فتذكرنا من كان يصنع ابتسامتنا هذه اين هو الآن ؟ ترى هل يذكرنا ...ذات مرة حكى لي صديقي وهو على مسافة سنتمترين من النحيب '' غرباء هم البشر ...ينسونك لمجرد مرور ايام على رحيلك...يتابعون حياتهم ويعيشونها كأنك لم تعش معهم يوم (تنسى كأنك لم تكن ) ...رددت عليه انها سنة الحياة وﻻبد لهم من ذلك .
- نبكي لمجرد تذكرهم ....
معدى هو ذاك الحزن ...
لا
 اريد ان املأ مساحتكم هذه دموع ...ولكنها غلبة الكتابة وعشقها تسلط على ان اكتبها هكذا كما جاءت ...فعذرا للحزن الذي بين السطور ....سماحا للدموع التي بين عيونكم الآن ....
ولنغرد معا...
.
.
.
.
ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺮﻳﺪ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﺘﺎﻛﺔ ﺗﺮﻣﻲ ﺍﻟﺰﻭﻝ ﻣﺠﺒﻮﺭ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻛﺔ
ﺍﻧﺖ ﺗﻔﻮﺕ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻮﺭﺍكا ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﻌﻴﻨﻴﻚ ﺗﺘﺒﺎﻛﻰ
‫#‏تحياتي‬ لكم : نزار عبدالله بشير
Nezar34530@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق